إن يعجب المرء فعجب له ما يراه ويسمعه من تنافس محموم في هذه الأيام على شغل الناس في موسم الطاعة والمغفرة، لإبعادهم عما ينفعهم في دينهم ودنياهم!
إنه التنافس الذي تتسابق إليه القنوات الفضائية على ما يزهد المسلمين في طاعة ربهم في سيد الشهور، الذي خصّ الله تعالى به هذه الأمة المرحومة، وجعل فيه من الخير ما لم يجعله لغيرها من الأمم، إنه الشهر الذي تنزّل فيه القرآن، الشهر الذي فيه ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر، الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، وتصفّد فيه الشياطين ومردة الجن، غير أن الله تعالى لم يجعل فيه خاصية تكبيل وتصفيد مردة الإنس - وليته كان ذلك - إذاً لما كان هناك من يغويهم عن سواء السبيل، ويمنعهم من التنافس في الخيرات في مواسم الطاعات، ولكن أراد الله تعالى أن يبقي هذا النوع من بني الإنسان ليبتلي بهم عباده المؤمنين ويمحصهم؛ ليميز الخبيث من الطيب، غير أنه لا عزاء للمؤمن من هذا، فهو يعلم أن الله تعالى قد من عليه ببلوغ هذا الشهر الكريم، وعليه ألا يتلهّى عنه بهذه المسلسلات التي تفتك بآناء الليل والنهار، فلا تدع الصائمين ولا القائمين يقبلون على ربهم كما ينبغي لهم، وكما ندبهم إليه رسولهم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن المرء ليعجب من دعوات الغفلة هذه، التي سخرت لها هذه الوسائل النافعة لو أحسن استغلالها، فلماذا ولمصلحة من يكون ذلك؟ وأيم الله إنه لا مصلحة دنيوية ولا دينية ولا ثقافية ولا علمية من ذلك كله، ولكنه الإعراض عن نفحات الله تعالى وكبير فيضه وفضله.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح كثيراً بمقدم هذا الشهر، وكان من فرحه به يخطب في أمته مبشراً بمقدمه، ويقول: «والذي يُحلف به، لقد أظلكم شهر ما أظل المسلمين شهر قط خير لهم منه، ولا أتى على المنافقين شهر قط أضر عليهم منه، إن الله عز وجل ليكتب نوافله، وأجره قبل أن يدخله، إن المؤمن ليعد فيه القوة للعبادة ، وإن المنافق ليعد فيه الغفلات، فهو غنم للمؤمن، ووزر على المنافق».
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يهيئ النفوس لاستقباله بالنية الصالحة على انتهازه بالطاعة والإنابة، حتى يكتب الله تعالى أجره للمسلم قبل أن يفعل ذلك، بسبب نيته التي هي خير من عمله، وبعكس ذلك غيره الذي لا يوفق فيه لمغفرة من الله ورضوان، فيكتب له وزره وعليه شقاؤه قبل أن يدخل، وهو ما تريد هذه المسلسلات من الناس، أن يغفلوا عن ربهم وطاعتهم ليكونوا من الخاسرين، وما شعروا بأن هذه خيبة كبيرة لهم إن لم ينالوا خيره وبِرّه، فإن من أدرك هذا الشهر فلم يغفر له فقد رغم أنفه، ومن ختم هذا الشهر فلم يختم له بالعتق من النار لهو المحروم، ومن لم يكن كفارة لذنوبه فلن يجد مثله، أفلا يجدر بهذه الفضائيات أن تجعل هذا الشهر موسماً للقرآن فهو شهره، وموسماً للعلم والمعرفة، فهي النور الذي يهدي لخيري الدنيا والآخرة، وموسماً للتزكية فهي ثمرته، وموسماً للتواصل الاجتماعي فهي عادة أهل الإيمان، وموسماً لمحاسبة النفس قبل فوات الأوان، وموسماً لكل خير، فذلك أخير لها من هذا الهراء الذي يعرض بل يفرض.. ليتها والله تراجع مسؤوليتها وواجبها الاجتماعي والديني والوطني.
إنه التنافس الذي تتسابق إليه القنوات الفضائية على ما يزهد المسلمين في طاعة ربهم في سيد الشهور، الذي خصّ الله تعالى به هذه الأمة المرحومة، وجعل فيه من الخير ما لم يجعله لغيرها من الأمم، إنه الشهر الذي تنزّل فيه القرآن، الشهر الذي فيه ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر، الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، وتصفّد فيه الشياطين ومردة الجن، غير أن الله تعالى لم يجعل فيه خاصية تكبيل وتصفيد مردة الإنس - وليته كان ذلك - إذاً لما كان هناك من يغويهم عن سواء السبيل، ويمنعهم من التنافس في الخيرات في مواسم الطاعات، ولكن أراد الله تعالى أن يبقي هذا النوع من بني الإنسان ليبتلي بهم عباده المؤمنين ويمحصهم؛ ليميز الخبيث من الطيب، غير أنه لا عزاء للمؤمن من هذا، فهو يعلم أن الله تعالى قد من عليه ببلوغ هذا الشهر الكريم، وعليه ألا يتلهّى عنه بهذه المسلسلات التي تفتك بآناء الليل والنهار، فلا تدع الصائمين ولا القائمين يقبلون على ربهم كما ينبغي لهم، وكما ندبهم إليه رسولهم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن المرء ليعجب من دعوات الغفلة هذه، التي سخرت لها هذه الوسائل النافعة لو أحسن استغلالها، فلماذا ولمصلحة من يكون ذلك؟ وأيم الله إنه لا مصلحة دنيوية ولا دينية ولا ثقافية ولا علمية من ذلك كله، ولكنه الإعراض عن نفحات الله تعالى وكبير فيضه وفضله.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح كثيراً بمقدم هذا الشهر، وكان من فرحه به يخطب في أمته مبشراً بمقدمه، ويقول: «والذي يُحلف به، لقد أظلكم شهر ما أظل المسلمين شهر قط خير لهم منه، ولا أتى على المنافقين شهر قط أضر عليهم منه، إن الله عز وجل ليكتب نوافله، وأجره قبل أن يدخله، إن المؤمن ليعد فيه القوة للعبادة ، وإن المنافق ليعد فيه الغفلات، فهو غنم للمؤمن، ووزر على المنافق».
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يهيئ النفوس لاستقباله بالنية الصالحة على انتهازه بالطاعة والإنابة، حتى يكتب الله تعالى أجره للمسلم قبل أن يفعل ذلك، بسبب نيته التي هي خير من عمله، وبعكس ذلك غيره الذي لا يوفق فيه لمغفرة من الله ورضوان، فيكتب له وزره وعليه شقاؤه قبل أن يدخل، وهو ما تريد هذه المسلسلات من الناس، أن يغفلوا عن ربهم وطاعتهم ليكونوا من الخاسرين، وما شعروا بأن هذه خيبة كبيرة لهم إن لم ينالوا خيره وبِرّه، فإن من أدرك هذا الشهر فلم يغفر له فقد رغم أنفه، ومن ختم هذا الشهر فلم يختم له بالعتق من النار لهو المحروم، ومن لم يكن كفارة لذنوبه فلن يجد مثله، أفلا يجدر بهذه الفضائيات أن تجعل هذا الشهر موسماً للقرآن فهو شهره، وموسماً للعلم والمعرفة، فهي النور الذي يهدي لخيري الدنيا والآخرة، وموسماً للتزكية فهي ثمرته، وموسماً للتواصل الاجتماعي فهي عادة أهل الإيمان، وموسماً لمحاسبة النفس قبل فوات الأوان، وموسماً لكل خير، فذلك أخير لها من هذا الهراء الذي يعرض بل يفرض.. ليتها والله تراجع مسؤوليتها وواجبها الاجتماعي والديني والوطني.