المصدر:
- كيب تاون ــ أ.ف.ب
التاريخ: 30 يونيو 2010
مارادونا: قالوا لا أفقه في التدريب والآن يقولون إني بطل.
نجح الأسطورة دييغو مارادونا في اسكات منتقديه تماما وتحول التجريح الى مديح، بعدما نجح في قيادة المنتخب الأرجنتيني الى الدور ربع النهائي من مونديال جنوب افريقيا 2010 بأداء مقنع تماما، لكن شبح الماضي عاد ليطارد «لا البيسيلستي» بشخص الـ«مانشافت الألماني» الذي سيكون العقبة بينه وبين التأهل الى دور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990 عندما تواجه المنتخبان في النهائي وخرج الألمان فائزين.
لم يكن دخول مارادونا الى نهائيات النسخة الـ19 من العرس الكروي العالمي كسائر المدربين الآخرين، لأن احدا لم يأخذ مسيرته التدريبية على محمل الجد، ان كانت الصحافة المحلية او الدولية وحتى اللاعبين السابقين مثل البرازيلي بيليه او الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، خصوصاً بعدما عانى المنتخب الأرجنتيني الأمرّين خلال التصفيات حيث تعرض لهزائم تاريخية ابرزها سقوطه امام بوليفيا 6-،1 وهو لم يحسم تأهله حتى الجولة الأخيرة بفوزه على الأوروغواي.
واعتقد الجميع أن مسلسل معاناة التصفيات سيتواصل فصولاً في النهائيات، الا ان رجال مارادونا ضربوا بقوة وخرجوا فائزين بالمباريات الثلاث التي خاضوها في الدور الأول، ثم تخلصوا من المكسيك في الدور الثاني ليضربوا موعداً ثأرياً مع الألمان في ربع النهائي في اعادة لمواجهة الدور ذاته قبل اربعة اعوام عندما خرج «مانشافت» فائزاً بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-،1 ليجدد الفوز على «لا البيسيلستي» بعد ان كان حرمه من الاحتفاظ بلقبه بطلا للعالم بالفوز عليه 1-صفر في نهائي مونديال 1990 حين كان مارادونا في صفوفه.
«انا فخور جدا لكوني جزءا من هذه اللحظة، لأنهم قالوا عني سابقا اني لا افقه شيئاً كمدرب وانني... (كلمة نابية)، لكن الآن وبعد اربع مباريات يقولون عني اني بطل»، هذا ما قاله مارادونا بعد تأهل رجاله الى ربع النهائي، مضيفاً «الفارق الوحيد كمدرب الآن هو اني اريد فعلا ان ارتدي القميص وادخل الى ارضية الملعب. لكن من الرائع ان اكون بين هؤلاء اللاعبين وهذه المجموعة، الفوز رائع دائما ان كنت لاعباً او مدرباً».
وواصل مارادونا «عندما تكون على ارضية الملعب بإمكانك الركض وقول اشياء لا يمكنك ان تقولها من مقاعد الاحتياط»، وربما قد تكون هذه مشكلة الأسطورة وصاحب «يد الله»، الذي قد يعود الى سابق عهده لينتهي شهر العسل مع الصحافة في حال عجز عن تخطي الحاجز الألماني.
الجميع يتذكر ما قام به مارادونا بعد تأهل منتخبه الى النهائيات بعد الفوز على الأوروغواي في الجولة الأخيرة من تصفيات اميركا الجنوبية، حيث قال في مونتيفيديو بعد فوز بلاده «أهدي هذا التأهل الى الشعب الأرجنتيني بأسره والى عائلتي، لكن قطاعا واحدا لا يستحق هذا الإهداء (في اشارة الى الصحافيين) لأنهم عاملوني كالنفايات. لقد اخترعوا مشكلات بيني وبين (المدير الفني) كارلوس بيلاردو غير موجودة»، قبل ان يستفيض بإهاناته، مستخدماً الفاظا جنسية بذيئة للغاية بحق الصحافيين.
ودفع مارادونا ثمن هذه الفورة اذ اوقفه الاتحاد الدولي (فيفا) عن كل النشاطات الكروية لمدة شهرين وغرمه مبلغ 25 الف فرنك سويسري (16.560 الف يورو) بسبب العبارات النابية التي ادلى بها، وهو تقدم باعتذاره «أطلب السماح من النساء، ومن والدتي، ومن سيدات الأرجنتين، ومن سيدات الأوروغواي، ومن نساء العالم بأكمله. لكن ليس من الآخرين»، قبل ان يعود ويقدم اعتذاره الى الاتحاد الدولي وعائلة كرة القدم، ما دفع (فيفا) الى تخفيف العقوبة.
وشدد الاتحاد الدولي على ضرورة الا تتكرر هذه الحادثة مع مارادونا لأن هذا الأمر سيقوده الى اتخاذ قرارات اقسى بكثير، وهذا ما لا يأمله مشجعو الأرجنتين الذين يتمنون الا تكون هناك اي مسببات لنوبة غضب جديدة من مدربهم الذي صنع «نكهة» جديدة في جنوب افريقيا 2010 بكسره الحاجز المعنوي الفاصل بين المدرب واللاعب عبر تعامله مع اللاعبين بـ«ودية» جعلت رجال الصحافة يتساءلون حول هذه «الطقوس»، وقد وصل الحال بمارادونا الى الدفاع عن نفسه بأنه ليس مثلي الجنس بل يحب النساء.
الآن، وهو في الخمسين من عمره يسعى مارادونا مجددا الى معانقة الكأس التي توج بها كلاعب عام 1986 على حساب المانيا بالذات، وفي حال نجح الأسطورة في تحقيق هذا الأمر سيحذو حذو البرازيلي ماريو زاغالو (1958 لاعباً، و1970 مدرباً) والقيصر الألماني فرانتس بكنباور (1974 لاعباً) الذي كان مدرب المانيا في نهائي 1990 عندما ترك مارادونا يجهش بالبكاء اثر خسارة المباراة النهائية.
«انا شاركت في العديد من نهائيات كأس العالم ولعبت مباراتين نهائيتين. اعرف كيف اصل وكيف اتعامل مع المجموعة وكيف ادربها. كما اعرف الطريقة التي اكلمهم بها. لدي رصيد يخولني الخوض في هذا الموضوع، لم نأت الى هنا من اجل امضاء العطلة، جئنا الى هنا لترك اثرنا، لنجعل الشعب الأرجنتيني فخورا بنا. بإمكاننا ان ندربهم (اللاعبين) وأن نساعدهم وأن نمحهمح الحب. ما نحققه يعود الى فضل اللاعبين الـ.23 انا فخور باللاعبين الـ23 وهذه النتائج بسببهم جميعا»، هذا ما قاله مارادونا عشية الموقعة المرتقبة مع الألمان السبت المقبل في كايب تاون، في حال نجحت «عاطفة» هذا المدرب في اعطاء ثمارها امام «داي مانشافت» الشاب، فسيحقق صاحب «يد الله» ما عجز عنه الفيو بازيلي ودانييلي باساريلا ومارسيلو بييلسا وخوسيه بيكرمان الذين تناوبوا في الإشراف على «لا البيسيلستي» منذ ان قاده كارلوس بيلاردو الى لقب 1986 ونهائي ،1990 لأن مشوار المنتخب توقف بعدها عند الدور الأول (2002) والثاني (1994) وربع النهائي (1998 و2006).