علمتنا الأيام أن الحياة عجلة لا تتوقف عن الدوران... فتارة تكون في القمة، وتارة تكون في طور النسيان. وكرة القدم لم تكن يوما الا تمثيلا للحياة في حلوها ومرها، في زهوها وانكسارها، وفي مجدها وخبوها. ومع استمرار هبوب رياح التغير الكروية، فإنه يبدو بأننا نعيش الان في عصر الكرة الإسبانية.
وإن كان هناك من مشككة، فهل هناك أجدى من التذكير بأن بطل أوروبا هو المنتخب الإسباني وبأن حامل لقب دوري الأبطال هو برشلونة؟
وإن كان إنهاء المنتخب الإسباني الأول لجفاء 44 عاما دون احراز لقب عالمي كبير، مع استثناء لقب كرة القدم الأولمبي، أو سيطرة برشلونة على ألقاب الموسم الماضي بأداء كروي يسلب الألباب غير كاف، فإن حقيقة أن نجوم العالم تتهافت هذا الصيف على الانتقال للعب في الدوري الإسباني ما هو إلا دليل على أن ميزان القوة الأوروبية بدأ يميل باتجاه المملكة القابعة في جنوب غرب القارة الأوروبية.
الدوري الإسباني بات يزهو الان بامتلاكه اهم ثلاثة لاعبين في عالم الكرة القدم حاليا وهم الإرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، إضافة للبرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين انضما لثورة ريال مدريد الكروية بقيادة مهندسها فلورنتينو بيريز.
الكثيرون وجهوا اللوم لرئيس النادي الملكي لصرفه ملايين لا تحصى على ضم النجوم، مفسدا بذلك توازن سوق الانتقالات، ومؤديا لارتفاع قيمة اللاعبين حول العالم. كل هذا أرهق جيوب الأندية الأوروبية الأخرى وجعلها تتردد بشدة قبل أن تعزز صفوفها خوفا من المطالب المالية الكبيرة للاعبين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم.
لكن ما هو السبب الحقيقي وراء تهافت كل تلك النجوم على الدوري الإسباني؟
الجواب يتلخص بسببين لا ثالث لهما. فالجميع يعلم بداية بأن أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة تعد الأشهر والأقوى والأغنى والأكثر جماهيرية حول العالم، وأن أي نجم مهما بلغ عمره، فإنه كان طفلاً في الماضي يحلم بارتداء قميص واحد من هذين العملاقين الكرويين.
لكن السبب الأهم يبقى الجانب المادي. وإن كانت الأرقام الفلكية التي تنفق على ضم اللاعبين كافية لإسالة لعاب أي منهما، إلا أن الحقائق تؤكد بأن اللاعبين المحترفين الأجانب في إسبانيا يحظون بتسهيلات اقتصادية وضريبة مميزة، لا يمكن لأي لاعب أن يحظى بها في أي من الدوريات الكبرى الأخرى.
حقيقة
وإن لم تكتف الليغا بحقيقة ضمها لهذه المواهب، فإن متابعي الدوري يؤكدون متعة البطولة الغنية بالأهداف والكرة الهجومية، والتي مثلتها حصيلة الأهداف ال1011 التي سجلت في المسابقة، لتكون الأعلى بين كل البطولات الأوروبية الكبرى. كما كان نصيب الأسد لبرشلونة الذي سجل 105 أهداف، وبفارق شاسع عن أكثر الفرق تسجيلا للأهداف في كل المسابقات الرئيسية، سواء في إنكلترا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، البرتغال، أو هولندا.
الرأي الآخر
أما على الوجه الآخر للعملة، فإن الكثيرين يعتبرون كل هذه الأرقام تؤكد بأن الدوري الإسباني يتجه نحو الهاوية.
نقطة نقاش أولئك تنبع من حقيقة أن ناديين فقط هما اللذان يحتكران سوق الانتقالات وهما ريال مدريد وبرشلونة، ومع انضمام المزيد من أفضل اللاعبين العالميين لهما، فان الهوة ستزداد عمقا بينهما وبين الأندية الاخرى في الدوري. هذا سيؤدي بدوره لفقدان الدوري لصفة التنافس، كما أنه سيجعل لقب البطولة يتحدد في لقائي الطرفين الكبيرين في 29 نوفمبر 2009 و11 أبريل 2010.
ومصداقية ذلك قد تزداد إن علمنا بأن كلا الطرفين احرز لقب الدوري الإسباني أربع مرات خلال السنوات العشر الماضية. أما نسبة التهديف العالية، فقد أعادها البعض للضعف التكتيتكي الدفاعي والسذاجة الخططية لفرق الدوري الاخرى إضافة للتفوق الكبير لخطي هجوم الفريقين الكاتالوني والملكي اللذين سجلا ما يقرب من خمس عدد الأهداف المسجلة الموسم الماضي.
سعادة انجليزية
من جانبهم، يبدو محبو الدوري الإنجليزي الممتاز سعداء لما يحصل، خاصة مع رحيل رونالدو، لأن ذلك سيؤدي في نظرهم لمنح الكثير من الفرق فرصة منافسة يونايتد عليعرش البريميرليغ. وكل هذا يصب في مصلحة الدوري الذي يعده الكثيرون الأقوى في العالم. لكن سواء كنت محبا للدوري الإنجليزي أو غيره، فإن هذا لن يخفي حقيقة أنك ستحرص على التفرغ في 29 نوفمبر و11أبريل القادمين لمتابعة افضل نجوم العالم وهم يتنافسون في لقاء يعد بمثابة حلم لأي عاشق لكرة القدم.
قانون
رغم أن إسبانيا تفرض ضريبة تصل قيمتها إلى 43% من إجمالي الدخل، إلا ان القانون الذي صدر عام 2004 منح الأجانب الذين يأتون للاستثمار أو العمل في إسبانيا، ومن بينهم لاعبو كرة القدم، إعفاء ضريبيا يجعلهم لا يدفعون أكثر من ضريبة 24% على دخلهم. وهذه تعد النسبة الأقل في جميع البلاد الأوروبية ذات الدوريات الكبيرة.
وإن لم يكن كل ذلك كافيا، فإن القانون أوجب النادي التكفل بدفع الضرائب على دخل اللاعبين. فهل يمكن لأحد في ظل ذلك أن يلوم اللاعبين على رغبتهم بضمان مستقبلهم المادي والمهني في إسبانيا؟
وإن كان هناك من مشككة، فهل هناك أجدى من التذكير بأن بطل أوروبا هو المنتخب الإسباني وبأن حامل لقب دوري الأبطال هو برشلونة؟
وإن كان إنهاء المنتخب الإسباني الأول لجفاء 44 عاما دون احراز لقب عالمي كبير، مع استثناء لقب كرة القدم الأولمبي، أو سيطرة برشلونة على ألقاب الموسم الماضي بأداء كروي يسلب الألباب غير كاف، فإن حقيقة أن نجوم العالم تتهافت هذا الصيف على الانتقال للعب في الدوري الإسباني ما هو إلا دليل على أن ميزان القوة الأوروبية بدأ يميل باتجاه المملكة القابعة في جنوب غرب القارة الأوروبية.
الدوري الإسباني بات يزهو الان بامتلاكه اهم ثلاثة لاعبين في عالم الكرة القدم حاليا وهم الإرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، إضافة للبرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين انضما لثورة ريال مدريد الكروية بقيادة مهندسها فلورنتينو بيريز.
الكثيرون وجهوا اللوم لرئيس النادي الملكي لصرفه ملايين لا تحصى على ضم النجوم، مفسدا بذلك توازن سوق الانتقالات، ومؤديا لارتفاع قيمة اللاعبين حول العالم. كل هذا أرهق جيوب الأندية الأوروبية الأخرى وجعلها تتردد بشدة قبل أن تعزز صفوفها خوفا من المطالب المالية الكبيرة للاعبين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم.
لكن ما هو السبب الحقيقي وراء تهافت كل تلك النجوم على الدوري الإسباني؟
الجواب يتلخص بسببين لا ثالث لهما. فالجميع يعلم بداية بأن أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة تعد الأشهر والأقوى والأغنى والأكثر جماهيرية حول العالم، وأن أي نجم مهما بلغ عمره، فإنه كان طفلاً في الماضي يحلم بارتداء قميص واحد من هذين العملاقين الكرويين.
لكن السبب الأهم يبقى الجانب المادي. وإن كانت الأرقام الفلكية التي تنفق على ضم اللاعبين كافية لإسالة لعاب أي منهما، إلا أن الحقائق تؤكد بأن اللاعبين المحترفين الأجانب في إسبانيا يحظون بتسهيلات اقتصادية وضريبة مميزة، لا يمكن لأي لاعب أن يحظى بها في أي من الدوريات الكبرى الأخرى.
حقيقة
وإن لم تكتف الليغا بحقيقة ضمها لهذه المواهب، فإن متابعي الدوري يؤكدون متعة البطولة الغنية بالأهداف والكرة الهجومية، والتي مثلتها حصيلة الأهداف ال1011 التي سجلت في المسابقة، لتكون الأعلى بين كل البطولات الأوروبية الكبرى. كما كان نصيب الأسد لبرشلونة الذي سجل 105 أهداف، وبفارق شاسع عن أكثر الفرق تسجيلا للأهداف في كل المسابقات الرئيسية، سواء في إنكلترا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، البرتغال، أو هولندا.
الرأي الآخر
أما على الوجه الآخر للعملة، فإن الكثيرين يعتبرون كل هذه الأرقام تؤكد بأن الدوري الإسباني يتجه نحو الهاوية.
نقطة نقاش أولئك تنبع من حقيقة أن ناديين فقط هما اللذان يحتكران سوق الانتقالات وهما ريال مدريد وبرشلونة، ومع انضمام المزيد من أفضل اللاعبين العالميين لهما، فان الهوة ستزداد عمقا بينهما وبين الأندية الاخرى في الدوري. هذا سيؤدي بدوره لفقدان الدوري لصفة التنافس، كما أنه سيجعل لقب البطولة يتحدد في لقائي الطرفين الكبيرين في 29 نوفمبر 2009 و11 أبريل 2010.
ومصداقية ذلك قد تزداد إن علمنا بأن كلا الطرفين احرز لقب الدوري الإسباني أربع مرات خلال السنوات العشر الماضية. أما نسبة التهديف العالية، فقد أعادها البعض للضعف التكتيتكي الدفاعي والسذاجة الخططية لفرق الدوري الاخرى إضافة للتفوق الكبير لخطي هجوم الفريقين الكاتالوني والملكي اللذين سجلا ما يقرب من خمس عدد الأهداف المسجلة الموسم الماضي.
سعادة انجليزية
من جانبهم، يبدو محبو الدوري الإنجليزي الممتاز سعداء لما يحصل، خاصة مع رحيل رونالدو، لأن ذلك سيؤدي في نظرهم لمنح الكثير من الفرق فرصة منافسة يونايتد عليعرش البريميرليغ. وكل هذا يصب في مصلحة الدوري الذي يعده الكثيرون الأقوى في العالم. لكن سواء كنت محبا للدوري الإنجليزي أو غيره، فإن هذا لن يخفي حقيقة أنك ستحرص على التفرغ في 29 نوفمبر و11أبريل القادمين لمتابعة افضل نجوم العالم وهم يتنافسون في لقاء يعد بمثابة حلم لأي عاشق لكرة القدم.
قانون
رغم أن إسبانيا تفرض ضريبة تصل قيمتها إلى 43% من إجمالي الدخل، إلا ان القانون الذي صدر عام 2004 منح الأجانب الذين يأتون للاستثمار أو العمل في إسبانيا، ومن بينهم لاعبو كرة القدم، إعفاء ضريبيا يجعلهم لا يدفعون أكثر من ضريبة 24% على دخلهم. وهذه تعد النسبة الأقل في جميع البلاد الأوروبية ذات الدوريات الكبيرة.
وإن لم يكن كل ذلك كافيا، فإن القانون أوجب النادي التكفل بدفع الضرائب على دخل اللاعبين. فهل يمكن لأحد في ظل ذلك أن يلوم اللاعبين على رغبتهم بضمان مستقبلهم المادي والمهني في إسبانيا؟