[size=24]أوباما في موسكو وفتح صفحة جديدة آخر تحديث:الجمعة ,17/07/2009
1/1
وصفت شبكة “ايه بي سي نيوز” الإخبارية زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الأخيرة الى موسكو، بأنها “فتح مبين”، والاتفاقية الجديدة لخفض الأسلحة النووية بأنها “خارقة للمألوف” . وقارن هنري كيسنجر اوباما ببطل الشطرنج الماهر، الذي يلعب عدة ألعاب في وقت واحد، فهل حققت الزيارة هدفها في “فتح صفحة جديدة مع موسكو”؟
صحيفة “الاندبندنت”، (6/7/2009)، أشارت إلى صعوبات ذلك، فقالت ان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزيرة خارجيته، هيلاري كلنتون، يريدان أن يفتحا صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية مع روسيا، بعد التوترات التي اعترتها أثناء حكم ادارة بوش . ولكن من المتوقع أن تكشف زيارة الرئيس باراك اوباما الى موسكو مدى صعوبة ذلك، خصوصاً وأنّ “النظام المستبد” في الكرملين، يتوق الى “ندّيّة” العهد السوفييتي مع الولايات المتحدة .
و مع أنّ العلاقات بين واشنطن والدولة التي كانت قوة عظمى ذات مرة، ليست بسيطة في أحسن الأوقات، إلاّ أنها الآن تزداد تعقيداً، مع الانقسام في بنية القيادة الروسية . فنظير اوباما على الصعيد الرسمي، هو الرئيس ديمتري ميدفيديف . بينما لا يشكّ أحدٌ في أن السلطة الحقيقية ما تزال في يد الرئيس السابق فلاديمير بوتين، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء حالياً .
وترى الصحيفة وجود علاقة ثابتة بين السياستين المحلية والخارجية في روسيا . فكلما ازداد تشدد النظام في الداخل، كانت سياساته الخارجية أكثر صرامةً وأبعد عن التنازل، لتعزز بذلك الرسالة التي تبعث بها الى الشعب الروسي، ومفادها ان روسيا معرضة للتهديد من جانب الغرب . وهذا في نظر الكاتب، هو منبع معاداة أمريكا التي تتسم بها نظرة الكرملين الى العالم .
فرئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، لم يُخْفِ في يوم من الأيام، اعتقاده بأن روسيا قد تعرضت للاستغلال والإهانة من قِبل الولايات المتحدة، خلال الفترة التي اتسمتْ بالفوضى في أعقاب سقوط الشيوعية . بل ان الرئيس السابق أعلن ان زوال الاتحاد السوفييتي كان أعظم مأساة جيوسياسية في القرن العشرين . كما انه ليس من قبيل المصادفة أن يكون الروس أكثر تشككاً من غيرهم في أن اوباما يمثل تغييراً حقيقياً في واشنطن .
ويخلص الكاتب من ذلك الى أن آفاق نجاح فتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية الروسية، تظل متواضعة في أحسن الأحوال . فمِن بين المواد الأربع الرئيسية على الأجندة، لا يُتَوقَّع إحراز تقدم إلاّ في اثنتين، وهما اللتان تتطابق فيهما مصالح البلدين . فانتصار طالبان في افغانستان، يثير احتمال عدم الاستقرار في المناطق الاسلامية الروسية، ولذا فإنه لا يلقى من الترحيب في موسكو أكثر مما يلقاه في واشنطن . واعلان يوم الجمعة، 3/،7 عن السماح للطائرات الأمريكية باستخدام الأجواء الروسية في نقل الجنود والأسلحة الى افغانستان، علامة على أن البلدين سوف يتعاونان في هذه الحرب .
كما ان البلدين يمكن ان يتفقا على مزيد من الخطوات لخفض الأسلحة النووية، وهو المجال الذي كانت تتمتع فيه روسيا بالندية التقريبية مع الولايات المتحدة . ولكن الكرملين يقرن أي صفقة مع الولايات المتحدة بتخلي الأخيرة عن خططها لنشر الدرع الصاروخية في اوروبا الشرقية . وعلى الرغم من أن الرئيس اوباما، يبدو أخف نبرةً من سَلَفه في الحديث عن هذا المشروع، إلاّ أنه لن يتخلى عنه .
وفي القضيتين المثيرتين للخلاف أكثر من غيرهما، تبدو آفاق التقدم قاتمة . فعلى الرغم من قلق روسيا من وجود دولة ايرانية نووية، إلاّ انها لن تصعّد الضغط على طهران، الآن على الأقل، لأن إبقاء التوترات بشأن ايران يزيد قيمة نفط روسيا وغازها، وهما صادراتها الرئيسية .
والموضوع الشائك أكثر من سواه، هو توسيع الناتو . فمن الأولويات القصوى لدى نظام بوتين وميدفيديف، إعادة بناء الهيمنة الروسية على جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق . ومن هنا ينبع ضغط الكرملين الدائم على اوكرانيا، وعملُها العسكريُّ في السنة الماضية ضد جورجيا . فروسيا تريد إقراراً ضمنياً، ولكنْ راسخاً، بأن أياً من هاتين الدولتين لن تنضم الى الناتو . والولايات المتحدة ترفض منح ذلك الإقرار . ونتيجة لذلك، تظل جورجيا نقطة اشتعال خطرة، يمكن ان تنكُث بضربة واحدة كل جهد لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وموسكو .
[/size]
:
1/1
وصفت شبكة “ايه بي سي نيوز” الإخبارية زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الأخيرة الى موسكو، بأنها “فتح مبين”، والاتفاقية الجديدة لخفض الأسلحة النووية بأنها “خارقة للمألوف” . وقارن هنري كيسنجر اوباما ببطل الشطرنج الماهر، الذي يلعب عدة ألعاب في وقت واحد، فهل حققت الزيارة هدفها في “فتح صفحة جديدة مع موسكو”؟
صحيفة “الاندبندنت”، (6/7/2009)، أشارت إلى صعوبات ذلك، فقالت ان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزيرة خارجيته، هيلاري كلنتون، يريدان أن يفتحا صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية مع روسيا، بعد التوترات التي اعترتها أثناء حكم ادارة بوش . ولكن من المتوقع أن تكشف زيارة الرئيس باراك اوباما الى موسكو مدى صعوبة ذلك، خصوصاً وأنّ “النظام المستبد” في الكرملين، يتوق الى “ندّيّة” العهد السوفييتي مع الولايات المتحدة .
و مع أنّ العلاقات بين واشنطن والدولة التي كانت قوة عظمى ذات مرة، ليست بسيطة في أحسن الأوقات، إلاّ أنها الآن تزداد تعقيداً، مع الانقسام في بنية القيادة الروسية . فنظير اوباما على الصعيد الرسمي، هو الرئيس ديمتري ميدفيديف . بينما لا يشكّ أحدٌ في أن السلطة الحقيقية ما تزال في يد الرئيس السابق فلاديمير بوتين، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء حالياً .
وترى الصحيفة وجود علاقة ثابتة بين السياستين المحلية والخارجية في روسيا . فكلما ازداد تشدد النظام في الداخل، كانت سياساته الخارجية أكثر صرامةً وأبعد عن التنازل، لتعزز بذلك الرسالة التي تبعث بها الى الشعب الروسي، ومفادها ان روسيا معرضة للتهديد من جانب الغرب . وهذا في نظر الكاتب، هو منبع معاداة أمريكا التي تتسم بها نظرة الكرملين الى العالم .
فرئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، لم يُخْفِ في يوم من الأيام، اعتقاده بأن روسيا قد تعرضت للاستغلال والإهانة من قِبل الولايات المتحدة، خلال الفترة التي اتسمتْ بالفوضى في أعقاب سقوط الشيوعية . بل ان الرئيس السابق أعلن ان زوال الاتحاد السوفييتي كان أعظم مأساة جيوسياسية في القرن العشرين . كما انه ليس من قبيل المصادفة أن يكون الروس أكثر تشككاً من غيرهم في أن اوباما يمثل تغييراً حقيقياً في واشنطن .
ويخلص الكاتب من ذلك الى أن آفاق نجاح فتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية الروسية، تظل متواضعة في أحسن الأحوال . فمِن بين المواد الأربع الرئيسية على الأجندة، لا يُتَوقَّع إحراز تقدم إلاّ في اثنتين، وهما اللتان تتطابق فيهما مصالح البلدين . فانتصار طالبان في افغانستان، يثير احتمال عدم الاستقرار في المناطق الاسلامية الروسية، ولذا فإنه لا يلقى من الترحيب في موسكو أكثر مما يلقاه في واشنطن . واعلان يوم الجمعة، 3/،7 عن السماح للطائرات الأمريكية باستخدام الأجواء الروسية في نقل الجنود والأسلحة الى افغانستان، علامة على أن البلدين سوف يتعاونان في هذه الحرب .
كما ان البلدين يمكن ان يتفقا على مزيد من الخطوات لخفض الأسلحة النووية، وهو المجال الذي كانت تتمتع فيه روسيا بالندية التقريبية مع الولايات المتحدة . ولكن الكرملين يقرن أي صفقة مع الولايات المتحدة بتخلي الأخيرة عن خططها لنشر الدرع الصاروخية في اوروبا الشرقية . وعلى الرغم من أن الرئيس اوباما، يبدو أخف نبرةً من سَلَفه في الحديث عن هذا المشروع، إلاّ أنه لن يتخلى عنه .
وفي القضيتين المثيرتين للخلاف أكثر من غيرهما، تبدو آفاق التقدم قاتمة . فعلى الرغم من قلق روسيا من وجود دولة ايرانية نووية، إلاّ انها لن تصعّد الضغط على طهران، الآن على الأقل، لأن إبقاء التوترات بشأن ايران يزيد قيمة نفط روسيا وغازها، وهما صادراتها الرئيسية .
والموضوع الشائك أكثر من سواه، هو توسيع الناتو . فمن الأولويات القصوى لدى نظام بوتين وميدفيديف، إعادة بناء الهيمنة الروسية على جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق . ومن هنا ينبع ضغط الكرملين الدائم على اوكرانيا، وعملُها العسكريُّ في السنة الماضية ضد جورجيا . فروسيا تريد إقراراً ضمنياً، ولكنْ راسخاً، بأن أياً من هاتين الدولتين لن تنضم الى الناتو . والولايات المتحدة ترفض منح ذلك الإقرار . ونتيجة لذلك، تظل جورجيا نقطة اشتعال خطرة، يمكن ان تنكُث بضربة واحدة كل جهد لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وموسكو .
[/size]
: